معلومة عن مكتئب بسبب كورونا؟ أهم التأثيرات النفسية للأوبئة وطرق مقاومتها

معلومة عن مكتئب بسبب كورونا؟ أهم التأثيرات النفسية للأوبئة وطرق مقاومتها


سواء بسبب كورونا أو أي جائحة أخرى، فإن التأثيرات النفسية لانتشار الأوبئة والأمراض أمر يعود إلى قرون عدة، صحيح أن الانتشار العالمي له تأثير أكبر، ولكن وجود وباء ما في مدينتك أو بلدك أو منطقة أوسع لن يكون له تأثيرات أقل من انتشاره عالميًا.

فاضطراب ما بعد الصدمة لا يرتبط فقط بحالات الحرب، ولكنها حالة تحدث لمن عانى أو شاهد أحداث مؤلمة سواء هجوم إرهابي أو حادث خطير أو اعتداء جسدي أو كثرة حالات الوفيات من حوله.

فبعد تفشي مرض سارس 2003 أظهر كل من العاملين من مجال الرعاية الصحية والأشخاص الذين تم عزلهم ذاتيًا أعراض اضطراب ما بعد الصدمة.

ولا أحد الآن بعيد عن الإصابة بهذا الاضطراب، لذا يجب الوعي أنك معرض لأزمة نفسية وذلك ليس سببًا لكي تخاف وتهلع، ولكن عليك اتباع طرق مضادة لحماية نفسك ومن حولك.

وفي حين أنه من الصعب التكهن بما سيسفر عنه المستقبل بشأن هذا الوباء، إلا أن هناك بعض الأشياء التي يمكننا القيام بها الآن لتقليل تأثيره على الحالة العقلية والنفسية، وتتمثل هذه الأشياء فيما يلي.

الوعي بالأعراض

افاق عربية

هناك عدد من الأعراض التي يمكن أن يعاني منها الإنسان بعد حادث مؤلم ويتمثل أهمها في:

  • العصبية الزائدة والانفعال دون أسباب.
  • تبادل الاتهامات.
  • اضطرابات النوم والكوابيس.
  • الهلع الزائد من الفقد.
  • أو توقع أسوأ السيناريوهات المستقبلية.
  • استدعاء الذكريات المزعجة باستمرار.
  • اليقظة المفرطة.
  • صعوبة التركيز.

فالأعراض النفسية ليست فقط الانعزال أو الرغبة في الانتحار، ولكن يمكن أن تتنوع بشدة من شخصٍ إلى آخر، ويمكن للبعض التعافي بمفرده في خلال أشهر قليلة من الصدمة، ولكن يحتاج آخرون إلى علاجٍ نفسي متخصص، لذا الوعي بأنك تعاني من مرض نفسي أصلًا هو بداية تجنبه أو البحث عن حلول مبكرة له.

راقب رسائلك لنفسك وللمحيطين بك

افاق عربية

ربما تكون سمعت هذا الكلام كثيرًا، ولكن بالفعل ما تقوله لنفسك يؤثر على حالتك العقلية، وهي بالتالي يمكن أن تؤثر على مستقبلك، فإذا قلت لنفسك باستمرار أن استمرار الوباء سيعني فقدان وظيفتك أو حياتك أو المقربين لديك سيكون تأثيره أسوأ من وقع الحدث نفسه، وستجعل تأثير الصدمة يمتد لفترة أطول بكثير من قدرتك على التعافي.

لذا حاول دائمًا التركيز في اليوم الذي تعيش فيه فقط، وانظر إلى حالك الآن، فأنت تشعر وترى وتتنفس وتأكل وتنام وأطفالك من حولك ولديك قوت يومك، فحاول النظر دائمًا إلى الإيجابيات لتجبر عقلك الباطن على الاقتناع أنك بالفعل في حالة جيدة وبالتالي تسيطر أكثر على الحزن وتبدأ في إيجاد حلول لمشكلتك الحقيقية التي تعاني منها الآن وليس التي تخاف من وقوعها لك في المستقبل.

انفصل عن الأخبار

افاق عربية

تشير الدراسات إلى أن مجرد مشاهدة التغطيات الإخبارية لحادث إرهابي يؤدي إلى أعراض الضغط الحاد كأنك عشت الحدث نفسه، لذا انفصل عن أخبار انتشار الوباء ولكن في الوقت نفسه مع اتباع إجراءات الحماية، وليس الإهمال في الإجراءات الصحية.

بل اشغل عقلك ووقتك بأشياء ممتعة بعيدًا عن تفاصيل الأخبار، يمكن الحصول على العناوين فقط وليس يوميًا حتى تمنح عقلك فرصة للراحة واستعادة صفائه، مع الحصول على الأخبار من المصادر الموثوقة وليس مروجي الشائعات، لذا فمتابعة الأخبار كل يومين أو ثلاثة ستعمل على فلترة الشائعات من نفسها ويكون تم نفيها فلا تتأثر بها أكثر.

النظر للعزل المنزلي كفترة مختلفة وليست “سيئة”

افاق عربية

في حين أن الإصابات الفعلية بالوباء يمكن أن تؤثر على عدد قليل من الناس مقارنة بالعدد الإجمالي للسكان، إلا أن إجراءات الحماية والعزل هي في الواقع صاحبة التأثير الأقوى في الحالة النفسية.

لذا حاول النظر إلى فترة العزل المنزلي والتباعد الاجتماعي على أنها مجرد فترة مختلفة في حياتك، مع إنشاء روتين مبهج أكثر من مجرد النوم والأكل، رغم أن هذا العزل فرصة حقيقية لنوم أكثر يُريح الحالة العقلية لكن دون مبالغة.

كما أن تجربة تقنيات الاسترخاء وممارسة هوايات منزلية ممتعة سيساعدك في تخطي تلك الفترة، فلا تنظر إلى الأمر على أنه مفروض عليك حتى لا يزداد ضيقك منه وبالتالي تأثيره على حياتك فيما بعد.

عدم التعامل مع مرضى كورونا على أنهم “ضحايا”

افاق عربية

لا يجب على وسائل الإعلام أو الأشخاص العاديين الإشارة إلى مرضى الوباء باسم “ضحية” بل هم مرضى أو أشخاص مصابون بكوفيد 19، أو “متعافون من كورونا” أو حتى توفوا نتيجة “كورونا” فهذا سيبرمج العقل أكثر على أنه مجرد مرض عادي مثل أي مرض، يمكن أن يصيب الإنسان وينجو منه ويعيش حياته بشكل عادي بعده.

فكلمة “ضحية” تثير المخاوف أكثر وتزيد من التأثيرات السلبية على الحالة العقلية والنفسية سواء للمصابين أنفسهم أو من لم يُصابوا به، فمن الضروري عدم التصاق “وصمة” المرض للأبد، بل التعامل معه كحالة عابرة يمكن الشفاء منها واستمرار الحياة بشكل طبيعي.

التحدث إلى الأطفال بطريقة صحيحة

افاق عربية
بالطبع إذا كان العزل المنزلي ومقاومة الوباء صعبًا على البالغين فهو أصعب على الأطفال والذين لا يُدركون لماذا توقفوا عن الذهاب للمدرسة والنادي ولقاء أقاربهم، ومع خوف الوالدين من إصابة الأطفال بالمرض وتشديدهم على الإجراءات الصحية يمكن أن يزيد خوف الأطفال وعصبيتهم مما يرفع درجة معاناة البالغين وتستمر الدائرة.

لذا حاول التحدث مع الأطفال بهدوء عن طبيعة الوباء لتنبيهه إلى أهمية الإجراءات الصحية ولكن دون تخويف زائد، لأن نفسيتهم تتأثر أسرع وستنعكس على البالغين أيضًا.

عدم الخجل من التأثيرات النفسية السلبية

افاق عربية

إن وجود أي من الأعراض النفسية لديك لا يعني أبدًا أن تخجل منها أو تشعر بالذنب تجاهها، فمن المقبول تمامًا أن تشعر بالضعف والإرهاق والحزن خصوصًا إذا عانيت من صدمات سابقة، ولكن الوعي بأنك تعاني من خلل ما سيرفع من فرصتك في علاجه، لكن الخجل منه وتجنبه ورفضه سيؤدي بك إلى الأسوأ.

الاتصال بأشخاص يجلبون لك السعادة

افاق عربية

ليس من الضروري أن يكونوا أصدقاءك، فإذا وجدت مجموعات ترفيهية على مواقع التواصل الاجتماعي وأشخاص لديهم روح مرحة فلا تتردد في التواصل معهم، وحاول تجنب الأشخاص المتشائمين قدر الإمكان، يمكنك المحاولة معهم لكي يتفاءلوا بشرط ألا تدع حالتهم النفسية السيئة أن تؤثر عليك أكثر، فإذا وجدت أن تأثيرهم أقوى فيجب عليك تقليل التواصل معهم قدر المستطاع.

وفي النهاية إن وعيك بأنك لست فقط المتضرر وأنها حالة عامة على الجميع وأن التآزر والترابط يمكن أن يفيدنا جميعًا، سيقلل أيضًا من التأثيرات النفسية السلبية.