تختلف شخصيات الناس اختلافًا كبيرًا، وقد يُظهر بعضهم سمات مختلفة يمكن اعتبارها غير ملائمة أو مزعجة لمن حولهم، ويُعرف هذا باضطراب الشخصية، ومن أمثلته اضطراب الشخصية الاعتمادية، وهو أمر مرهق أن تتحملي مسؤولياتك ومسؤوليات شخص آخر. لذلك في هذا المقال اعرفي أكثر عن اضطراب الشخصية الاعتمادية والأسباب التي قد تسهم في تشكيلها، والأعراض والسلوكيات التي يتميز بها المريض وكيف يمكنكِ التعامل معها.
مريض اضطراب الشخصية الاعتمادية يتميز بعدم القدرة على أن يكون بمفرده، ويعاني من أعراض القلق عندما لا يكون حول الآخرين.
والمصابون بهذا النوع من الاضطراب يعتمدون على أشخاص آخرين لاستلهام الراحة والطمأنينة والمشورة والدعم، وعلى الرغم من أن السبب الدقيق لهذا الاضطراب غير معروف، فإنه على الأرجح ينطوي على مجموعة من العوامل البيولوجية والمزاجية والنفسية. يعتقد بعض الباحثين أن أسلوب الأبوّة الاستبدادي أو الحماية المفرطة يمكن أن يؤديا إلى تطوير هذه السمات الشخصية.
وإذا كنتِ تعتقدين أن زوجك يعاني من اضطراب الشخصية الاعتمادية، سنخبرك الآن بالسمات الشائعة لهذا الاضطراب وكيفية التعامل معه:
- تجنب الاختلاف مع الآخرين خوفًا من الرفض أو فقدان الدعم: الخطوة الأولى التي يمكنكِ اتخاذها مع زوجك هي توفير بيئة آمنة له.
- الخوف الشديد من الهجر والشعور بالدمار أو العجز عندما تنتهي العلاقات، غالبًا ما ينتقل المريض مباشرة إلى علاقة أخرى عندما تنتهي علاقة قوية: مع توفير بيئة آمنة كما ذكرنا، يمكنكِ التعبير عن مشاعرك الإيجابية تجاهه، سيساعده ذلك كثيرًا على الشعور بالأمان في العلاقة.
- عدم الثقة بالنفس، مما يتطلب مشورة مفرطة وطمأنة من الآخرين لاتخاذ قرارات صغيرة: شجعي زوجك على التعبير عن رأيه، وكوني داعمة للغاية عندما يعبّر عن نفسه بطريقة صحية.
- تجنب المسؤوليات بالتصرف السلبي والعجز، الاعتماد على الزوج /الزوجة أو الصديق لاتخاذ قرارات مثل مكان العمل والسكن: عليكِ الانتباه إلى سلوكك وحاولي تجنب تحمل مسؤولياته أو تشجيعه للاعتماد عليكِ.
- الحساسية المفرطة للنقد: اعلمي أن لغة جسدك، وتعبيرات وجهك، وكلماتك، وأفعالك، وما إلى ذلك، يمكن أن ينظر إليه زوجك على أنها انتقادات. لذا فإن العمل عليها يساعده على الشعور بالدعم. وأنكِ تقدّرين أفكاره.
تعزيز ثقة زوجك بنفسه ودعمه المستمر ومدح قراراته يمكن أن يساعده في هذه الأعراض الأخرى لاضطراب الشخصية الاعتمادية:
- التشاؤم وانعدام الثقة بالنفس، بما في ذلك الاعتقاد بأنه غير قادر على رعاية نفسه.
- عدم القدرة على اتخاذ القرارات، حتى القرارات اليومية مثل ما يجب أن يرتديه، دون نصيحة الآخرين وطمأنتهم.
- الاعتماد المفرط على الآخرين والشعور بالحاجة إلى العناية.
- الخوف من الاضطرار إلى توفير الرعاية الذاتية أو الدفاع عن نفسه إذا تُرك بمفرده.
- صعوبة بدء أو تنفيذ المشاريع بنفسه بسبب نقص الثقة بالنفس.
- التسامح مع المعاملة السيئة أو المسيئة، والاستعداد لتحمل الاعتداء من الآخرين حتى عندما تتوافر خيارات أخرى.
يمكنكِ مساعدة زوجك بتشجيعه على العلاج، وطلب المساعدة من مختص. سنخبرك الآن عن نمط العلاج للشخصية الاعتمادية.
اقرئي أيضًا: كيف تساندين زوجك فى مشكلاته؟
علاج الشخصية الاعتمادية
كما هي الحال مع عديد من اضطرابات الشخصية، فإن الأشخاص الذين يعانون من اضطراب الشخصية الاعتمادية لا يبحثون عن علاج لهذا الاضطراب، قد يبحثون عن العلاج عندما تصبح الأعراض مشكلة في حياتهم ولم يعودوا قادرين على التأقلم معها. الأشخاص الذين يعانون من اضطراب الشخصية الاعتمادية عرضة للإصابة بالاكتئاب أو القلق، وهي أعراض قد تدفعهم إلى طلب المساعدة أيضًا.
غالبًا ما يكون العلاج النفسي هو المسار الأول للمريض، ويركز على تخفيف الأعراض. يمكن أن يساعده العلاج على فهم حالته بشكل أفضل. يمكن أن يُعلّمه أيضًا طرقًا جديدة لبناء علاقات صحية مع الآخرين وتحسين احترامه لذاته. الهدف من العلاج بصفة عامة مساعدة المريض على ما يلي:
- أن يصبح أكثر نشاطًا واستقلالية، وأن يتعلم تكوين علاقات صحية.
- تنمية الثقة بالنفس والعلاج المعرفي السلوكي (CBT) لمساعدة الشخص على تطوير مواقف ووجهات نظر جديدة بخصوص نفسه وتعامله مع الأشخاص والتجارب الأخرى.
- عادةً ما يُتَابع التغيير خلال العلاج النفسي على المدى الطويل أو العلاج النفسي الديناميكي، فتُفحص الاستجابات المبكرة لأنها قد تشكل آليات الدفاع وأنماط التأقلم وأنماط التعلق والألفة في العلاقات الوثيقة.
- قد تُستَخدم الأدوية لعلاج أصحاب اضطراب الشخصية الاعتمادية الذين يعانون أيضًا من مشكلات ذات صلة، مثل الاكتئاب أو القلق. ومع ذلك، فإن العلاج بالأدوية في حد ذاته لا يعالج عادة المشكلات الأساسية التي تسببها اضطرابات الشخصية. بالإضافة إلى ذلك، يجب مراقبة الأدوية بعناية، لأن المرضى يمكن أن يستخدموها بشكل غير لائق أو يسيئون استخدامها.
يُفضّل العلاج قصير المدى بأهداف محددة عندما يكون الهدف التركيز على إدارة السلوكيات التي تتعارض مع الأداء. عادًة ما يُستخدم العلاج النفسي على المدى القصير، لأن العلاج طويل الأمد يمكن أن يُعرّض المريض لخطر الاعتماد على معالجه.
اقرئي أيضًا: 7 علامات تُخبركِ بضرورة الذهاب إلى طبيب نفسي
يمكن أن يزيد اضطراب الشخصية الاعتمادية من مخاطر القلق والاكتئاب على المدى الطويل. إذا كنتِ تشكين في أن شخصًا عزيزًا قد يكون مصابًا بهذا المرض، فمن المهم تشجيعه على طلب العلاج قبل تفاقم حالته. يمكن أن يكون هذا أمرًا حساسًا لشخص يعاني من هذا الاضطراب، خاصة أنهم يسعون إلى تجنب الرفض ولا يريدون أن يخيبوا آمال أحبائهم، لكن الأمر جدير بالمحاولة.
اقرئي مزيدًا من الموضوعات المتعلقة بالصحة على "سوبرماما".
- المصادر:
- treatment of dependent personality disorder
- dependent personality disorder
- dependent personality disorder
- how to deal with dependent personality disorder
- how to deal with dependent personality disorder