معلومة عن لماذا لا ينبغي أن نكبت العواطف السلبية وكيف يمكن لذلك أن يسبب لنا إجهاد عاطفي وضعف بالصحة

معلومة عن لماذا لا ينبغي أن نكبت العواطف السلبية وكيف يمكن لذلك أن يسبب لنا إجهاد عاطفي وضعف بالصحة


الحياةُ ملِيئة بالمشاكل العاطِفية. يمكنُ أن يكُون الإجهاد العاطفي تحديًا كبيرًا للكثير من النّاس. يمكن للضَّغط من أجلِ النَّجاح في علاقاتنا والعملِ أن يثير مجموعات من العواطف السلبية التي قد نحاول كبحها.

الكثير من الناس ليس لديهم علاقةٌ صحيَّة مع عواطِفهم، وخاصّة مع التوتر الشديد. وفي كثيرٍ من الأحيان، يختارون قمع المشاعر السلبية، ولا يعرفون كيف يتعاملُون معها أو ماذا يفعَلُون بها.

بدلًا من معالجة هذه العواطف، يتعلَّم مُعظمنا لا شعوريًا تجنّبها أو دفعها بعيدًا. ولكن المشكلة هي أنّه، حتى ولو فَعَلنا ذلك، فستبقى دائمًا. إخفاءُ العواطف هو أمرٌ نقوم به كثيرًا. نُسكِتُ الألم ونزيد من قلقنا وخوفنا وغضبنا.

العواطف السلبية أمر واقع.. لا تتجنبها

يقول علماء النفس بأنَّ إخفاء عواطفنا وقمعها يزيدُ الأمر سوءًا. يمكنُ للأشخاص الذين يرفُضُون بانتظام التعامل مع مشاعرِهِم بصدق أن يُواجهوا المزيد من المشكلات.

فكلّما احتَجَزت شيئًا ما أو حاولتَ إبعاده، كلّما أصبَحَ أقوى. يقترح عِلمُ الأعصاب أنه كلما زادت المشاعر والصِّراعات التي يُعاني منها الشخص، كلَّما زَادَ قلقه.

إخفاء مشاعرك له تكلُفة عالية، فقد وجدت دراسة من جامعة تكساس أنه عندما نتجنب عواطفنا، فإننا نجعلُهَا أقوى بالفعل، وهذا يمكن أن يخلق آثارًا خطيرة على جسمك وعقلك، فتكديسُ العواطف يمكن أن يجعَل الناس أكثر عدوانية.

لمواجهة العواطف السلبية أو التعامل معها، يهدئ بعض الناس أنفسهم من خلال العمل أو تناول الطعام بإفراط أو الكحول أو المخدرات أو التسوُّق أو أيّ شيءٍ آخر يأملُون أن يمنحهم دفعة مؤقّتة أو يُساعدهم على الهروب من أنفُسهم. لتجنُّب الشعور بالعواطف السلبية، نسعى إلى تشتِيت انتباهِنا.

“إذا كنت ترى المشاعر السلبية شيئًا لا يجب أن تختبره، فستقاومها بشكلٍ طبيعي”.

يمكن للمَشَاعر المكبُوتة أن تدمِّر علاقاتنا بأنفسنا والآخرين وتجعلنا بائِسين. بعبارة أخرى، إنَّ قرارَ دفن مَشَاعرك، أو تجاهُلها، أو التظاهر بأنّها لم تحدُث، أو إقناع نفسك بعدم وجود حاجة للتعامل معها يمكن أن يجعَلَك مريضًا من الضَّغط.

وهنا، يمكنني أن أقول أن المشاكل النفسية الرهيبة والإرهاب نشأ بالدرجة الأولى، من قمع المشاعر وكبتها، حيث يتعرَّضُ بعض الأفراد إلى مَا لا يطيقون تحمّله، سواء المتديّنين المتشددين بأيّ دينٍ كان، بغرس مفاهيم أقوى من طاقة تحمّلهم تجعلهم عرضةً للانهيار النفسي وإيهامهم أنّهم الوحيدون على صواب، وبذلك يصبحون آلة لتطبيق الأوامر الشّنيعة دون وعي، أو غيرهم من المنحرفين الذين كان الضَّغط الرَّهيب السَّبب الرئيسي في انحرافهم وإجرامِهِم، وحتى انتحارهم!.

والحل..

عبّر عن مَشاعِرِك بالحديثِ عنها والكتابة عَنها وإعادة توجِيهها إلى الأشخاصِ المُناسبين.

لإدارة عواطِفك بشكل أفضل، بدلًا من إخفاء مشاعِرِك، تقبّل أنَّ المشاعر السلبية هي جزءٌ طبيعي من تجاربنا في حياتنا، وكُن أكثر انفتاحًا وأكثر فضولًا للتعامُل معها. إنها أفضلُ طريقة للشُّعور بالتحسّن.

كلما كنت تبدو أكثَر ضُعفاً، سواء مع نفسك أو مع الآخرين، كان ذلك أفضل!

يسمّي الباحثون هذا “تأثير الفوضى الجميلة”، حيثُ يرى الآخرون ضعفنا بشكل إيجابي أكثر ممَّا ننظر إليه. قد تبدو مشاركة مشاعرك ضعفًا بالنِّسبة لك، بينما تبدو للآخرين شجَاعة وتبني الثِّقة والتواصل. إذا كان هناك شيءٌ يبدو بعيدًا، فلا تَخَف من الحصول على المساعدة.

ابدأ بالاستِماع إلى مشاعِرِك. كلَّما تسارعَت الحياة، قلّ شعورنا بأنفُسنا ومحيطِنا. علينا أن نتوقّف مؤقتًا من حينٍ لآخر، لرُؤية ما يحدث من حولنا جيّدًا. مجرد الاعتراف بمشاعرك يقلِّل من شدَّتها، ممّا يسهّل عليك إدارَتها.

عندما تحدِّد ما يُزعجك: مثلًا، “أشعر بالتوتر الآن” يبدأ الفصّ الجبهي في العمل ويوضّح الخُبراء أنَّ منطقة الدّماغ هذه تُساعد في حلّ المشكلات، وتجد الحُلول، وتثبِّتُ تجربتك، مما يمكن أن يُساعدك على البدء في الشُّعور بتحسُّن.

استمع إلى حالة مشاعرك (الغضب، الحزن، الإحباط، الخوف، الحزن، الاكتئاب، أو العار أو..)، وتعلم كيفية تركيزِ انتباهك على الشُّعور العام.

احتضِنها بوعيٍ كامل وتجاوز الميل إلى الحكم على العاطفة أو الردّ عليها وقمعُها.

فقط سمّ ما تشعُرُ به، واسمَح بتدفق الطاقة العاطفية بهدوء. استمرّ في الانتباه إلى العاطفة في مكانٍ مريح ومركز. بعد فترة، سيتمّ تحرير الطّاقة الخام لتلك العَاطفة.

من غير المريحِ مواجهة المشاعر أو العواطف السلبية لكن فهمها بشكلٍ أفضَل يمكن أن يحسّن من جودة حياتِك بشكلٍ عام.

يمكن أن يُساعدك تطوير الوعي الصحّي الذاتي بمشاعرك على إدارتها بشكلٍ جيّد.