أيام قليلة ويهل علينا عيد الأضحى المبارك، ويستعد المسلمون لهذه المناسبة الدينية والروحية الاستعداد الأمثل، ويعد التكبير في عيد الأضحى تعظيمًا لله سبحانه بالتكبير والعبادة، وهو من السنن المشروعة في كل من عيد الأضحى وعيد الفطر.
وأوضحت دار الإفتاء المصرية عبر صفحتها الرسمية أنه فيما ورد في الكتاب والسُنة النبوية الشريفة، لم يرد في صيغة تكبيرات عيد الاضحى شيء بخصوصه في السنة المطهرة، لكن درج بعض الصحابة منهم سلمان الفارسي على التكبير بصيغة: «الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد».
وأوضحت «الإفتاء»، أن الأمر في صيغة تكبيرات عيد الأضحى على السَّعة؛ لأن النص الوارد في المطلق، وهو قـوله تعالى: «وَلِتُكَبِّرُواْ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَىٰكُمۡ» [البقرة: 185]، مؤكدة أن الْمُطْلَق يُؤْخَـذُ على إطلاقه حتى يأتي ما يقيده في الشَّرع.
وتابعت: أنه درج المصريُّون من قديم الزمان على الصيغة المشهورة لـ تكبيرات عيد الاضحى وهي: «الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد، الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بكرة وأصيلا، لا إله إلا الله وحده، صدق وعده، ونصر عبده، وأعز جنده، وهزم الأحزاب وحده، لا إله إلا الله، ولا نعبد إلا إيَّاهُ، مُخْلِصِين له الدين ولو كره الكافرون، اللهم صل على سيدنا محمد، وعلى آل سيدنا محمد، وعلى أصحاب سيدنا محمد، وعلى أنصار سيدنا محمد، وعلى أزواج سيدنا محمد، وعلى ذرية سيدنا محمد وسلم تسليمًا كثيرًا”.
وأضافت أن هذه صيغة مشروعة صحيحة لـتكبيرات عيد الأضحى استحبها كثير من العلماء ونصوا عليها في كتبهم، وقال عنها الإمام الشافعي-رحمه الله تعالى-: «وإن كَبَّر على ما يكبر عليه الناس اليوم فحسن، وإن زاد تكبيرًا فحسن، وما زاد مع هذا من ذكر الله أحببتُه».
وشددت الإفتاء على أن زيادة الصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وأصحابه وأنصاره وأزواجه وذريته في ختام التكبير أمر مشروع، فإن أفضل الذكر ما اجتمع فيه ذكر الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم، كما أن الصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وآله وسلم تفتح للعمل باب القبول فإنها مقبولة أبدًا حتى من المنافق كما نص علىيه أهل العلم؛ لأنها متعلقة بالجناب الأجل صلى الله عليه وآله وسلم.
ووجهت دار الإفتاء رسالة للمُشككين قائلة: إن من ادعى أن قائل هذه الصيغة المشهورة مبتدع فهو إلى البدعة أقرب، لأنه تحجَّر واسعًا وضيَّق ما وسعه الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم وقيد المطلق بلا دليل، مضيفة: «ويسعنا في ذلك ما وسع سلفنا الصالح من استحسان مثل هذه الصيغ وقبولها وجريان عادة الناس عليها بما يوافق الشرع الشريف ولا يخالفه، ونهي من نهى عنها غير صحيح لا يلتفت إليه ولا يعول عليه».
الانتهاء من وقت التكبير في عيد الأضحى ينتهي التكبير في عيد الأضحى في اليوم الثالث عشر من شهر ذي الحجة، أي ما يعني أن التكبير ينتهي في آخر أيام التشريق أي أن تكبيرات عيد الأضحى تنتهي رابع يوم من أيام العيد.
واختلف الفقهاء والمذاهب بشأن متى تبدأ تكبيرات عيد الأضحى ومتى تنتهي، حيث قالت المالكية إن وقت التكبير في عيد الضحى يبدأ بعد صلاة الظهر يوم العيد, أما وقت التكبير في عيد الأضحى ينتهي عند صلاة الفجر من اليوم 13 من ذي الحجة، أي آخر يوم في أيام التشريق.
أما بالنسبة للحنفية والحنابلة فقد قالوا إن وقت التكبير في عيد الأضحى يبدأ بعد صلاة الفجر من يوم عرفة الذي يوافق اليوم التاسع من ذي الحجة, أما عن انتهاء وقت التكبير فإنه ينتهي بعد صلاة العصر في آخر يوم من أيام التشريق وهكذا تستمر التكبيرات في عيد الأضحى خمسة أيام فقط.
VIDEO
فضل صيام يوم عرفة يوم عرفة (9 ذو الحجة) يوم عظيم وفضله عظيم إذ ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم، أن يوم عرفة هو أفضل يوم عند الله، فكيف يمكن اغتنام فضل هذا اليوم.
ومع شروق هذا اليوم، تتوافد جموع حجاج بيت الله الحرام، إلى صعيد جبل عرفات الطاهر، على بُعد 22 كيلومترًا من مكة، ليشهدوا الوقفة الكبرى ويقضوا الركن الأعظم من أركان الحج؛ لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: “الْحَجُّ عَرَفَةُ”.
وفضائل هذا اليوم العظيم كثيرة: فيوم عرفة هو خيُر يوم طلعت فيه الشمس، إذ ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أن يوم عرفة هو أفضل يوم عند الله، وفي الحديث الذي رواه جابر رضي الله عنه عن حبيب الله محمد صلى الله عليه وسلم: (ما من يوم أفضل عند الله من يوم عرفة ينزل الله تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا فيباهي بأهل الأرض أهل السماء فيقول انظروا إلى عبادي جاؤوني شعثا غبرا ضاحين جاؤوا من كل فج عميق يرجون رحمتي ولم يروا عذابي فلم ير يوما أكثر عتقا من النار من يوم عرفة ).
فضل صيام العشر الأوائل من ذي الحجة تُعد العَشر الأوائل من ذي الحجة من الأيام المباركة، التي حث رسول الله صلى الله عليه وسلم على استغلالها بصالح الأعمال للتقرب من الله. وتبدأ العشر الأوائل من ذي الحجة منذ طلوع الفجر حتى غروب الشمس، وأفضل عمل يستغل به المسلم نهار هذه الأيام هو الصيام، كما أنّ أفضل ما يُستغَلّ فيه الليل صلاة القيام.
وشددت دار الإفتاء المصرية أنه ثبت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، أنه كان يصوم التسع من ذي الحجة. ففي “سنن أبي داود” وغيره عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم قالت: “كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يصوم تسع ذي الحجة، ويوم عاشوراء، وثلاثة أيام من كل شهر وأول إثنين من الشهر والخميس”.
وعن حفصة رضي الله عنها قالت: “أربع لم يكن يدعهن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم صيام يوم عاشوراء، والعشر، وثلاثة أيام من كل شهر، والركعتان قبل الغداة” رواه أحمد والنسائي وابن حبان وصححه.
حكم صيام العشر الأوائل من ذي الحجة ذكر فقهاء أن الصوم في الأيام العشر الأوائل من ذي الحجة من صيام التطوع وليس الفرض، لمن استطاع ولا يشترط صيامها كلها، فمن صام منها يوما أو يومين فقد تقرب إلى الله بعمل صالح يؤجر.
ويستحب صيام الأيام العشر من ذي الحجة ما عدا أيام العيد، وأيام التشريق الثلاثة، لما ثبت في البخاري (2840)؛ ومسلم (1153) من حديث أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما مِنْ عبدٍ يصومُ يوْمًا في سبِيلِ اللَّهِ إلاَّ بَاعَدَ اللَّه بِذلكَ اليَوْمِ وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ سبْعِين خريفًا”.