محتويات

  • ١ الدعاء لصديق عزيز
  • ٢ أدعية للصديق
  • ٣ ضوابط طلب الدعاء من الصديق لصديقه
  • ٤ المراجع

‘);
}

الدعاء لصديق عزيز

يُعدّ الصديق الصدوق من نِعم الدنيا التي يرزقها الله لمن يشاء من عباده، فالمرء يسعد بأصدقائه الذين يقفون معه في الشدائد، يُخفّفون ما أصابه من همّ، ويفرحون لفرحه في المناسبات والمسرّات، والمسلم إن وجد من صديقه خيراً فإنّه يدعو له بما يُسعده ويسرّه، وقد جاء في السنة النبوية بعض الأدعية للصديق، كما يُشرع الدعاء للصديق بما شاء من الدعاء الحسن، وما فيه من الخير والتيسيير في الدنيا، والقبول في الآخرة، فكلّ دعاءٍ حَسن يعتبر مقبولاً عند الله، وإن لم يكن له مستند شرعيّ، أو حديث يؤيّده، وجاءت العديد من النصوص الصحيحة التي تُشير إلى أهميّة دعاء المسلم لأخيه المسلم، خصوصاً أن يكون ذلك بظهر الغيب، دون علم المدعو له بذلك، أو سماعه له هو أو غيره، فعن الصحابي الجليل أبي الدرداء -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (مَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يَدْعُو لأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ، إِلاَّ قَالَ الْمَلَكُ: وَلَكَ بِمِثْلٍ)،[١] والمسلم بعقيدته الإسلامية السليمة، وفكره القويم، يتميّز عن باقي البشر، فهو يفضّل أخاه عن نفسه، ويدعو له بالخير، ويرجو الله أن يُبعد عنه الشرور.[٢]

وقد بيّن النبي -صلّى الله عليه وسلّم- ذلك ودعا إليه، حيث قال: (لا يُؤمِنُ أحدُكم حتى يُحِبَّ لأخيه ما يُحِبُّ لنَفْسِه)،[٣]
ثمّ جاءت الشريعة الإسلامية بعد ذلك في الحثّ على دعاء المسلم لأخيه المسلم في ظهر الغيب، وجعلته فضيلةً من الفضائل الحميدة، وخصلة فريدة يمتاز بها المسلم دوناً عن غيره من البشر، وقد أعدّ الله -تعالى- لمن يدعو لأخيه بظهر الغيب مثل ما دعا به من الخير، وذلك مصداقاً للحديث المروي عن النبي صلّى الله عليه وسلّم، فليس الخير مقتصراً على المدعو له فقط؛ إنّما سينال الداعي مثله؛ جزاءً لما دعا به لأخيه، وإخلاصه له بالدعاء دون علمه، فكلّما دعا لأحد أحبّته في الله إو إخوانه المسلمين بخير؛ أجابه الملك: ولك بمثل، ويؤمّن لدعائه، قائلاً: آمين، وهذا الشيء لم يأتِ به الملك من فعل نفسه، إنّما هو بلا شكّ من أمر الله الذي ألهمه به، فأصبح الدعاء للصديق نافعاً لكلا الطرفين، ولا يقتصر على أحدهما دون الآخر، وقد كان بعض الصالحين فيما مضى إذا أراد لنفسه شيئاً من الخير دعا لأخيه المسلم بذلك الخير، فتُستجاب دعوته، ويأتيه الخير هو وأخوه المسلم بأمر الله.[٢][٤]