يعتبر موقع تل أم عامر الأثري «دير القديس هيلاريون»، في قطاع غزة، الذس يتعرض في الوقت الحالي لعمليات قصف وتدمير من قبل الكيان الصهيوني، الذي يحاول تهجير المواطنين منه، والقضاء على كل من فيه، بحجة التخلص من حركة حماس، وتعرض الموقع للسرقة من الكيان الصهوني. تل أم عامر، يعد أحد أقدم الأديرة في فلسطين، وقد بناه القديس هيلاريون بعد عودته من مصر حيث تتلمذ هناك على يد القديس أنطوني، ويقع على تلة مرتفعة من الرمال، على بعد 15كم جنوب غرب غزة، وعلى بعد 3كم غرب مدينة النصيرات، فيما يبعد عن ساحل البحر 500م تقريباً، ويرتفع بنحو 22م.

محاطة بسور من الحجر المهندم.. مكونات تل أم عامر

يتكون تل أم عامر، من مجموعات معمارية عديدة، محاطة بسور خارجي من الحجر المهندم المسنود بدعامات حجرية، وتشمل مساحة قدرها (137م×75م), إضافة إلى احتوائه على مجموعة من القاعات والغرف والممرات بلغ عددها (245) غرفة، تعود أدوار بنائها إلى مراحل زمنية عدة، بدأت من منتصف القرن الرابع الميلادي حتى القرن الثامن الميلادي، أما الجزء المعماري الأول فيشمل المنطقة الخدماتية الواقعة في الجزء الجنوبي والغربي؛ وهي عبارة عن غرف خاصة برجال الدين المقيمين في الدير، ويغطي أرضية بعض تلك الغرف فسيفساء جميلة أعطت دلالة على أهمية صاحب كل غرفة من تلك الغرف كونه ذو مكانة وقدسية خاصة بالدير، ويفصل تلك الغرف عن الجزء المعماري الثاني شارع طويل به درج، خاص بدخول وخروج الرهبان للكنيسة. أما الجزء المعماري الثاني فهو يمثل الكنيسة وقد خطط نظامها المعماري على الطراز البازيلكي المكون من ثلاثة أروقة أوسعها الرواق الأوسط، ويفصل بين كل رواق مجموعة من الأعمدة الرخامية كورنثية الطراز، أما الجزء المعماري الثالث فيسمى بـ«الديماس»، ويمكن الوصول إليه من خلال درج اندثرت معظم درجاته، وهو يؤدي إلى مبنى تحت الأرض على شكل صليب، تظهر فيه الأعمدة الرخامية المكونة للدير، والتي تهاوت من البناء الأعلى نتيجة الهزات الأرضية وعوامل الزمن. كما يظهر في المكان بقايا للتابوت الرخامي الخاص بالقديس هيلاريون؛ وهو روماني الطراز، والجزء المعماري الرابع؛ هو عبارة عن حوض التعميد والصالات المؤدية له، ويغطيها أرضية إحداها فسيفساء تحمل منظر زهرية يخرج منها أغصان ملتفة تحمل عناقيد العنب والأوراق داخل هذه الأغصان صور لحيوانات وطيور تعبر عن البيئة الموجودة في ذلك الوقت. والجزء المعماري الخامس وهو منطقة الحمامات وتُبين الآثار الباقية منها تقسيمات الغرف الخاصة بالحمام، مثل غرفة الماء الساخن والبارد وغرف الانتظار، كما يظهر أسفل تلك الغرف فتحات دخول الماء وتصريفه وبيت النار الذي يتم من خلاله تسخين المياه للاستخدام في لحمامات، إضافة إلى وجود شبكة واسعة من قنوات المياه المصنوعة من الفخار والرصاص، وشبكة أخرى من قنوات صرف صحي تؤدي إلى خارج الدير. إضافة إلى وجود بقايا قطع رخامية لمعصرة عليها، وآثار أخرى تدل على وجود بئر مياه خاص بالدير، كما تم العثور داخل حدود الدير وخارجه على مجموعة من المقابر الفردية البيزنطية، معظمها وجدت داخل الفناء المكشوف، كذلك عُثر على مجموعة كبيرة من لُقى أثرية متنوعة وهي عبارة عن قطع كبيرة لجرار فخارية مختلفة الطُرز، وأجزاء لأطباق فخارية محلية الصنع ومستوردة، وكمية غير قليلة من المصابيح الفخارية (أسرجة الإضاءة)، وعدد من القطع النقدية البرونزية تعود معظمها للأباطرة: أنستاسيوس، وجستنيان، وجستين، وطيباريوس، وهرقل.

سرقة تل أم عامر من الكيان الصهيوني

وتعرض تل أم عامر الأثري، إلى النهب والسرقة من قبل قوات الاحتلال الصهيوني، حيث كانت تهبط في منطقة دير أم عامر طائرات الأباتشي عصرًا وتنقل كل ما يتم استخراجه من قطع أثرية في الدير، وما بقيّ بعض أرضيات الفسيفساء والجدران التي تُعد شاهدًا على الحضارية التاريخية.

تل أم عامر..أشهر المواقع الأثرية في غزة تعرض للسرقة من إسرائيل