[ad_1]

أفتمارونه على ما يروي ؟!
.. رواية بالسند المتصل .. فلِمَ المقاطعة اللامبررة ؟ اولى الامور بضيعة وفساد ؛ المداخلة قبل أوانها .. من عذيري من جور مجالس الغوغاء ، ان اكن احسنت في نقل " الرواية " فاخو الاحسان اولى من يُرفد ، او اكن قصّر جهدي في اتمام النص ، فأثيبوني ثواب المجتهد ، ولتكن النقائض بعد النهاية .. وقد علمت ان الخبر اذا صح اصله ، وكان للناس علة في نشره كان في الدلالة على الحق كالعيان ، على ان الخبر لا يعرف به تكيف الامور ، ولكن تعرف به جمل الاشياء ، الا خَبَرك ، انت المناقض ، فانك لا تحتاج الى اشارة ، ولا الى علة ، ولا الى تفسير .. حتى يقوم خبرك اصلا لا بديلا ،
اعتاد رواد مجالس الاستراحات ان يتحدث احدهم بنقل رواية لخبر ، او موقف ، او قصة .. الكل ينصت ، بل يرهف السمع بحسن الاستماع ، الى النهاية حرا طليقا ، اما ان ينبري احدهم في اندفاع زائف ليقاطع في تسرعه استجابة لمعلومة مغايرة عنده ، كي يؤكد مفهومها وليعلم الحضور اهميته وانه ( موسوعة المعلومات ) ، فللناس ألسنة ، ان قلتَ ! ..، قالوا بها ولم يدعوا .. ما ينفع الصارم اللسان اذا غودر وعرضه قطع .. عجبت جدا لمستدعاه غضبي والتماسه ، او قد طمع في استضعاف ليث مخالب اقلامه شوارع لاختلاسه ..
في كل حين لا يزال يهيجني صاحب مغرم بالمقاطعة ، يشول بلسانه شولان البروق ويتخلل به تخلل الحية ، متسرع له في النقائض فرع وعنصر ، وانما الغاية تأكيد كيانه وذاته .. لم انكر له ، بل العرف من افعال مثله منكر ، قلت عساه كان به نعاس وعندي ما يطير من نعاسه ، معاند مقاطع ، ان سكنت له تمادى ، اياً كان ؛ يستثير مني اقدامك قلم ثرٌّ :
خبرتُ الهوى حتى عرفت اموره
وجربته في السر منه وفي الجهر
ان ما يدفع الى موضوع هذه الخاطرة هو الشعور بالمهانة ، واختلاط قيم المجتمع ، وانتكاسة آداب حديث المجالس من ناحية ، وبالحاجة الملحة في التحذير والتاكيد على قيم الاصالة الحقيقية النابعة من وعي صادق بوجودنا الاجتماعي الحقيقي الحي ، ومما يدفعنا الى المطالبة بهذا الوعي والاصرار عليه اننا في اتصالنا بالحضارات الاخرى قد وجدنا انفسنا وجها لوجه امام خضم وافر من القيم والمفاهيم نشأت في بيئاتها نتيجة لتطورات طبيعية لمجتمعاتها التي نشأت فيها ، وهي مقدمة الينا للاختيار ما ينفع .. وهذا ما يحدث دائما ازمة حرجة للمتحدث ، فهو في معرض الاختيار والمفاضلة ، لا يتنبه الى حقيقة خطيرة اشد الخطورة ، هي واقع المجتمعات الغوغائية وفي اي مرحلة من ( سلّم ) المراحل الغوغائية تعيش ..
وعلى الجملة ؛ لكل مقاطع عجول : ارجع وبقيا مني باقية ، واندم وفي الحلم فسحة تسع ، فلا تعد بعدها لمقاطعة او اعتراض ، ولا تخدعنك الخِدع .. ذاك مقام كما شاهدت به ، ونحن وانتم في منظر ومستمع ما مثله منظر ومستمع بعد امس ، نحمد لاهل المجالس حسن نيتهم ورغبتهم في المشاركة مشاركة فعالة في تطوير واقعنا ، ولكن حسن النية ليست كل شيء ، والانفعال المتحمس الضبابي الذي يسير في ركاب الاحداث لا يؤدي الى تطوير واقعنا في المجالس المختلطة ولا الى معالجة مشاكلنا في اخلاص .
اللواء / سعود بن مشعان الدخيل
حائل ١٤٤٤/٦/١٨ هـ

[ad_2]