[ad_1]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
والصلاة والسلام على المبعوث رحمةً للعالمين، محمد بن عبد الله النبيّ الأميّ الأمين.
أما بعد:
نسمع المقبلين على الزواج يتحدثون عن النظرة الشرعية قبل عقد القِران، فما هي تلك النظرة، "والمحدد بأنها شرعية"؟.
في البداية، علينا تعريف النظرة الشرعية، وكيفيّتها، ومن ثم سنتطرّق إلى ما يجب النظر اليه خلال تلك النظرة.
النظرة الشرعية:
فمعناها أن الخاطب ينظر إلى ما يُرغِبهُ في نكاح من يريد خطبتها.
والنظرة لا تكون مقتصرة على الرجل فقط، فللمرأة الحقُّ في رؤية الرجل أيضاً.
ودليل هذا فعن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا خطب أحدكم المرأة، فإن استطاع أن ينظر إلى ما يدعوه إلى نكاحها؛ فليفعل.
قال: فخطبتُ جارية، فكنت أتخبأ لها، حتى رأيت منها ما دعاني إلى نكاحها؛ فتزوجتها.
ويكون لهما الحقُّ في قبول الطرف الآخر، فإما ان يوافقا على بعضهما، واما ان يفترقا كلٌّ في حال سبيله، ولذلك يقول النبيّ صلى الله عليه وسلم:
"النَّاسُ مَعادِنُ كَمَعادِنِ الفِضَّةِ والذَّهَبِ، خِيارُهُمْ في الجاهِلِيَّةِ خِيارُهُمْ في الإسْلامِ إذا فَقُهُوا، والأرْواحُ جُنُودٌ مُجَنَّدَةٌ، فَما تَعارَفَ مِنْها ائْتَلَفَ، وما تَناكَرَ مِنْها اخْتَلَفَ."
الراوي : أبو هريرة | المحدث : مسلم
وأما عن كيفيتها فهي تكون بأن تخرج المرأة بلباسٍ ساترٍ للجسد.
وأما عن الامور التي يجب على المرأة إظهارها للرجل، فهناك قولان اثنان، ناهيك عن ثالثٍ لهما لن نتكلم فيه لأنه لا يجوز العمل به الا وهو "ان لا تخرج المرأة للنظرة الشرعية سواء أكان قرارها ام قرار والديها، لأنهم بذلك يخالفون نهج الرسول صلى الله عليه وسلم"
أما عن القول الأول فهو الا تُظهر المرأة خلال النظرة الا وجهها وكفّيها فقط
ناهيك أيضاً عن رؤية قوامها -طبعاً كما قال الشيخ عثمان الخميس ان ترى قوامها وهي واقفة مثلا مع التركيز ان يكون اللباس ساتراً-
ويجب على الفتاة المتنقّبة خلال النظرة الشرعية نزع النقاب.
هذا ما ذهب إليه أغلبية العلماء والفقهاء."الجمهور"
فأما القول الثاني فهو ان تظهر بوجهها وكفّيها وان تنزع النقاب، وقد زادوا على ذلك وتوسعوا في امر النظر الى الشعر.
ومنهم من وضع شرطاً للنظر الى شعر الفتاة، الا وهو ان يكون جازماً في طلب الفتاة، وليست غايته اللهو واللعب والتمتع بأعراض الناس -والعياذ بالله من هذا-
ودليلهم على هذا قول النبيّ صلى الله عليه وسلم:
"فإن استطاع أن ينظر منها إلى ما يدعوه إلى نكاحها؛ فليفعل"
بمعنى ان الرجل يحقُّ له ان ينظر الى ما يجعله ينكح تلك الفتاة.
وقد حددوه بأن تظهر للرجل بما تظهر به امام اهلها.
وقد قالوا بأن هذه الحالة، حالةٌ استثنائية عن المفروض في الكتاب والسنة، لأن الله يقول في القرآن:
﴿ وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾.
وهذا القول فيه شكّ والله أعلم.
-لما قد يصحبه من انتهاكٍ للحرمات من الانفس المريضة-
ونحن بعرفنا وعاداتنا وتقاليدنا، ننتهج قول الجمهور بأن لا تُظهر الفتاة الا الوجه والكفين.
وأما اذا احتاج رؤية شعرها، فقد قال بعض علماء الحنابلة بجواز وصف الام او الاخت للفتاة، بمعنى ان يطلب الشاب من امه او اخته او احدى محارمه وصفاً لتلك الفتاة،فإن احدى تلك المحارم قد تذهب لرؤية الفتاة، ومن ثمّ وصفها له.
وهذا فيه جمعٌ بين القولين والله اعلم.
وقد قال الجمهور بالإكتفاء بالنظر للوجه والكفين فقط، لأن الوجه يجتمع فيه كامل جمال الفتاة، وكفّاها يرى فيهما خصوبة البدن ونحافته.
وفي الختام، نستخلص ان النظرة الشرعية هي حقٌّ لكلا الطرفين، لكن بالمحافظة على الشروط الشرعية التي امر بها الله ورسوله.
والله وليُّ التوفيق.
هذا وكفى، وصلى الله على نبيّنا المصطفى🌿
دونكم حسابي، في حال وجود أيّ ملاحظة:
@Ibrah1m_S4bri

[ad_2]