حلّت الممثلة التونسية هند صبري ضيفة على بودكاست “حوارات مع عباس” تحدّثت خلاله عن تفاصيل رحلتها الفريدة في الحياة والفن.
خلال اللقاء، اطلّت “صبري” على طبيعتها بدون مساحيق تجميل وتحدّثت عن بداياتها الفنية. مشيرة ان الدخول الى عالم الفن لم يكن ضمن مخطّطاتها ولم تمتلك يوماً أي حسّ فنّي وكانت تطمح بأن تدخل عالم السياسة كأن تصبح وزيرة او سفيرة وذلك بسبب محبّتها للعلاقات العامة،كونها كانت تلميذة مجتهدة ومتفوّقة وتحب الدراسة وشخصيّتها حازمة ولا تحب المزاح، مشيرة الى ان والدَيها هما من دفعاها الى الفن .
ولفتت هند صبري ان شخصيتها (ليست أفضل شخصية لممثل) فالممثل يجب ان يكون مطيعاً الى حدّ ما وصبوراً جداً ومرناً ويستمع الى أوامر المخرج بحذافيرها، بينما شخصيتها عكس ذلك تماماً، فهي تمتلك وجهة نظر خاصة ورؤية وفي صراع دائم مع نفسها ان تمتثل لتوجيهات المخرجين الذين وصفتهم بمايسترو العمل الذين يقومون بإخراجه لذلك وجدت متنفّساً آخر كونها منتجة منفّذة.
كما تحدّثت “صبري” عن الجيل الجديد “الذي فقد الشغف” بالدراسة، الذي كان يهتم بها أبناء جيلها خصوصاً الدراسات العليا والسبب في ذلك ان النظام الفرنسي في التعليم في تونس سهّل الدراسات العليا في المغرب العربي، لكن حالياً طُرق الحصول على الأموال أصبحت أسهل وفي مكان مختلف عن الدراسة.
كما تحدّثت صبري عن حساسيتها الزائدة، مشيرة انها عالجت نفسها نفسياً لفترة معينة بسبب جملة كانت تقولها لها والدتها وهي “أنت يديك الإثنتين شمال” بمعنى انها لا تعرف ان تقوم بأي أمر بطريقة صحيحة، وهذا ما حصل بالفعل حيث وجدت نفسها بعد أن كبرت انها لا تعرف ان تطبخ او تستخدم الإبرة او أي شيء أخر.
وأشارت أنها تعرّضت لموقف محرج قبل الشهرة، حيث توجّهت كمعجبة لأحدى الفنانات لتلقط معها صورة تذكارية لكنها صُدمت بعد ان رفضت الأخيرة إلتقاط الصورة معها (ارفضت ذكر إسمها). وأضافت ان هذا الموقف جعلها توافق على إلتقاط الصور مع المعجبين مهما كانت حالتها ومهما كانت متعبة أو شكلها سيء وعلّمتها ان جبر خواطر الأخرين هو الأهم.
ولفتت “صبري” أنها “تحنّ” الى حياة ما قبل السوشال ميديا وأشارت انها تشعر بالأزمة او الهّوة بين الأجيال مع ابنَتيها.
ووافقت مقدّم البرنامج عباس عندما قال ان “الحياة في الفترة الحالية تحتاج الى خُبث كي نستطيع ان نعيش بشكل طبيعي؛ ولكي نستطيع أن نحمي أولادنا من كل شيء يشكّل خطراً عليهم”.
كما تحدّثت “صبري” عن كونها منتجة منفّذة، مؤكّدة انها لا تشارك في تنفيذ الإنتاج بهدف الربح المادي، بل لأنها تشعر أن الممثل لديه خبرة في هذا المجال والإنتاج بالتعاون مع شركات كبرى مثل “نتفليكس” يعطيها المجال لتختار وتقول رأيها ولا تُنفذ الأوامر فقط، كما يمنحها الفرصة أن تُقدّم الأعمال التي تستهويها ولا تجدها لدى المنتجين الأخرين. وأضافت أن الممثل هو مخرج “جامد” جداً أيضاً بسبب الخبرة.
وفي موضوع العائلة والتربية، تحدّثت “صبري” عن الفرق بين “ان نجعل الطفل يكبر او “نربيه”، مشيرةً انها تحاول تربية ابنتَيها على العديد من القيم وهدفها الإستثمار فيهما من خلال التركيز على ثقافتهما وتعليمهما كما فعل معها أهلها. مشيرة ان مسلسلها الجديد “البحث عن علا ٢” يتحدّث عن هذه الفكرة حيث يناقش في جزئيّة معيّنة فكرة أهمية عدم سعي الأهل لأن يكون أطفالهم نسخة عنهم. وأشارت ان المسلسل قدّم الفكرة من خلال الكوميديا الهادفة التي تتحدث عن الفرق بين الأجيال.
كما لفتت “صبري” الى أهمية القراءة مشيرةً ان معظم بيوت تونس يوجد فيها مكتبة للكتُب وأهلها من الأهالي الذين إهتموا بالثقافة والعلوم، مشيرة ان الشعب الوحيد الذي أبهرها من ناحية الثقافة هو الشعب الياباني، حيث وجدت بعد زيارتها لليابان أن جميع اليابانيين في “المترو” يقرأون الكتب ولا يلتفتون الى الهواتف الذكية التي تمّ اختراعها من قِبلهم.
ولفتت “صبري” ان ابنَتيها لا تحبّان القراءة على عكسها، ورغم ذلك تعاطت مع الموضوع بسلاسة وإحترمت رغبتهما بذلك، رغم انها تشجعهما على القراءة .
وأشارت “صبري” ان الجيل الجديد لديه قدرة هائلة على النقاش وهو يطلب دائماً التبرير والأسباب وهذا ما يُرهق الأهل.
وفي نقاش حول الأديان، أشارت “صبري” ان أغلب الأشخاص يتربّون على الخوف من الدين وليس على السعي لمعرفة الله والتقرّب منه. واشارت ان ابنتها الكبرى علياء، “شولة” او تستخدم اليد اليسرى في الأكل والكتابة، ومعلمة “الدين” كانت تُخيفها وتقول لها أنها ستدخل النار إن لم تكتب بيدها اليمنى وهذا خطأ.
